أين نحن ـ العرب والمسلمين ـ من كل ما يدور حولنا؟ هل ما زال حراً من ولدته أمه حراً؟ وهل ملأنا الأرض علماً بعد أن أثقلتها أحمال الجاهلية؟ هل نحن فعلاً كأسنان المشط ولا فضل لعربي على أعجمي؟

الإسلام علم وحضارة وأمر بالمعروف وذود عن حياض، ووحدة تظلل بجناحيها الأبيض والأسود والأحمر والأصفر، العربي والأعجمي، البدوي والحضري، ساكن القفر وساكن الحضر. والأهم من ذلك كله هو تلك البذرة المقدسة فيه التي تدعو المسلمين لتحقيق ذاتهم في عالمهم.

أين العرب وأين المسلمون من ذلك كله؟ أليست جاهلية تلك التي يضرب فيها بعضنا رقاب بعض؟ هل تتسع قلوبهم لعملية نقد ثقافي جذري فتخرج من الدين ما ليس منه؟ وهل الفرصة ما تزال متاحة؟ أم أن "أيام العرب" ما زالت تضرب بجذورها عميقاً في النفوس وتعميها عن رؤية الحقيقة؟