ذا الديوان الذي أتى محققاً يلقي الضوء على جوانب متداخلة في ثنايا المعاني والأغراض التي تناولها الشاعر في قصائده، إذ أنها كشفت عن حقيقتين لا يمكن تجاهلهما الحقيقة الأولى التي تمحورت في كون شعره سيرة عن حياته، حيث تطالعنا أحداث ووقائع في حياة الشاعر، وما اكتنفها من شؤون وسجون سواء في تصالحه مع القبيلة، أو وقت تمرده عليها وخروجه من محيطها إمعاناً منه في رفضه واغترابه. والحقيقة الثانية تبرز في مبادئه في الدفاع عن قيم الذات ومحامد المروءة، ومثل الإباء والحرية والذود عن المظلومين، في مواجهة ما يعتبره الشاعر طغياناً واستبداداً تحت راية القبيلة وتقاليدها في الزعامة والرئاسة، وفي هذا الإطار ملامح فلسفية خاصة تمثل جذوراً للعديد من المذاهب الفلسفية التي رفع العقل الإنساني عمارتها على مر الحقب والدهور. وقد ركز المحقق على إبراز كل ذلك، حيث وضع نصوص الشاعر في إطارها من الوقائع وفي موضعها من حياة الصعاليك. مع إرفاقها بشروح وتوضيحات للمعاني والألفاظ.