يستعرض الكاتب السوداني عمرو منير دهب، في كتابه «ما لا أملك من المشاعر والأفكار»، ما يمكن النظر إليه بوصفه تجسيداً لاستجابات الكاتب الفكرية إزاء مواقف الحياة المتباينة، وانفعالاته النفسية مع كثير من شؤونها، فتحت أكثر من خمسين عنواناً يبحر الكاتب عبر قالب المقالة الأثير لديه، متناولاً مواضيع شتى على غير الحال مع كتبه السابقة، التي ظلّ حريصاً على أن يتناول من خلال كل واحد منها موضوعاً بعينه، عبر مقالات متعددة الأفكار تدور في فلك واحد.

ونقرأ في الكتاب الكثير من الشؤون والقضايا، منها: المحلي والإقليمي والعالمي، نفاذاً إلى ما يصلح لأن يكون إنسانياً من الأفكار والمشاعر التي يقول المؤلف بأنه لا يملكها، تلك المشاعر والأفكار التي يمكن أن تثور في وجدان القراء على امتداد الأماكن واختلاف الزمان.

وللكتاب مقدمتان تشيران إلى الفترة الزمنية الممتدة التي باعدت بين بداياته ونهاياته، أو بين إعداد مسودته الأولى والفراغ من نسخته الأخيرة التي رأت النور، ومن تاريخ المقدمتين يتضح أن تلك الفترة امتدت إلى أكثر من عشر سنوات انسربت- وربما تبدّلت - عبرها المشاعر والأفكار في عقل ووجدان الكاتب.

وكتب دهب تحت عناوين متباينة، مثل: «علامات الحب الصغرى والكبرى»، «حول العالم في بضع صفحات»، «حامض كبريتيك الغيرة»، «آن لبائعي أن يمدّ رجليه»، «هكذا خسرت بعض أعز الناس»، «أصِبتُ بالصراحة وأحاول الشفاء منها».

ومما جاء تحت عنوان «تاريخ صلاحية أية علاقة»: «ليس منطقياً أن نقطع عهداً على أنفسنا بأن علاقة ما ستستمر للأبد، فما أدرانا بما يحمله الغد من مفاجآت الأحداث المؤثرة علينا مادياً ومعنوياً، وبالأخص على أمزجتنا المتقلبة دون أن نتفق على سبب لذلك التقلُّب على وجه التحديد؟ في المقابل لا يبدو منطقياً أن نعمد إلى وضع تاريخ الصلاحية على غلاف العلاقة مع نشوئها، خاصة أن ما نعيه من العلاقات على اختلافها لا يشمل الرسمي منها في إطار العمل باستثناء الجانب الإنساني .. ولكن لا ضير من، بل من المفضــَّـل أن، يعمد طرفا أية علاقة إنسانية صرفة إلى تقييم العلاقة مع بداياتها ...».