عند تلقي البصر العناية الملائمة، يمكنه الاستمرار في العمل على نحو مذهل عند التقدم في العمر. لكن التركيبات الدقيقة للعين قد تتغير مع التقدم في العمر، مما يصعب حينها على الإنسان الرؤية مثلما كان من قبل، كما أن التقدم في العمر يزيد من خطر التعرض للإصابات الخطيرة في العينين، ولا سيما عند بلوغ الستين أو أكثر. وعندها يصعب عملياً كشف اضطرابات ناتجة مثلاً عن المياه الزرقاء (الغلوكوما) وإعتام عدسة العين (المياه البيضاء) ومثل الضمور البقعي، في مراحل هذه الاضطرابات الأولى من دون مساعدة أخصائي العيون. وإذا بقيت هذه الاضطرابات من دون معالجة، فهي تؤدي إلى إتلاف بصر صاحبها على نحو خطير، وتسلب متعة البصر لديه نهائياً.

لكن الخبر السار هو أنه يمكن معالجة معظم أمراض العين في مجال التشخيص الباكر. فبالإضافة إلى ذلك، وفي حال ذهاب البصر، بات العيش مع بصر معطل أكثر سهولة بفضل مساعدة التكنولوجيا والتدريبات الخاصة. ويكمن الأساس في هذا كله في الفحوصات المنتظمة للعين وتوخي التحذيرات البديهية في حياة الإنسان اليومية من هذا المنطلق ولهذه الغاية يأتي هذا الكتاب المرتكز على خبرة الأباء في مايو كلينك، فهو يستطيع مساعدة القارئ في القرارات التي يحتاج إليها لإبقاء عينيه بصحة جيدة والاستمتاع ببصر جيد، فهو يقدم معلومات موثقة وعملية وسهلة للفهم عن العناية بالعين وسلامتها والمؤشرات والأعراض لاعتلالها ليشخص ويعالج من ثم هذا الاعتلال. وتأتي معظم هذه المعلومات من تجارب أطباء وأخصائيي العيون في مايو كلينك. والكتاب يأتي متمماً لنصائح الطبيب الخاص الذي لا بد من مراجعته لعلاج المشاكل الصحية الفردية